العبادات ذِكْرٌ:
يجبُ أنْ تكون ذاكِرًا لربِّك في كلِّ أحوالِك؛ في غِناك وفَقرِك، في قوَّتك وضَعفك، في صحَّتك ومرَضِك، في يُسرِك وعُسرِك، في سفَرِك ومقامك، في حلِّك وترحالك، في حرَكاتك وسَكناتك، حاكمًا أو محكومًا، رئيسًا أو مرؤوسًا، يجب أنْ تكون ذاكِرًا لربِّك شاكرًا لأنعُمِه؛ ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 191]، يجب أنْ تكون دائم الذكر لله - عزَّ وجلَّ - لماذا؟
لأنَّ ذكرَ الله أعظم ما يخطر على البال، وأشرَفُ ما يمرُّ بالفم، وأجمَلُ ما يستقرُّ في القلب، وأنبَلُ ما يتألَّق به العقل الواعي، وأفضَلُ ما يكون في العقل الباطن.
ذكر الله - عزَّ وجلَّ - من أجلِه صلَّينا، ومن أجلِه صُمنا، ومن أجله حجَجنا، ومن أجله تصدَّقنا، ومن أجلِه أُرسِلت الرسل، ومن أجلِه أُنزِلت الكتب، كيف؟
في الصلاة: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الجمعة: 9].
في الصيام: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185] لماذا يا رب؟ ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].
في الحج: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203].
نعم، ما فُرِضت العبادات إلاَّ لذِكرِ الله، وما أُنزِلت الكتب إلاَّ لذِكرِ الله؛ ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، أمر يسيرٌ يسَّرَه الله لِمَن أخلَصَ وفَهِمَ فقهَ التعامُل مع كلمات الله وآيات الله وكتاب الله.
﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 8 - 9].
بل إنَّ الذين يقتَدُون بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يجب أنْ يكونوا أشدَّ الناس ذِكرًا لربهم وشُكرًا لأنعُمِه، كيف؟ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، مَن هو الذي يَذكُر الله؟ هو الذي يَخاف عذابه، هو الذي يَرجُو رحمته، يُكثِر من ذِكرِه ويُؤدِّي شكرَه.
عن أبي هريرة - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أمرَنِي ربِّي بتسعٍ: خشية الله في السرِّ والعلانية، وكلمة العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وأنْ أصل مَن قطعَنِي، وأُعطِي مَن حرمَنِي، وأعفو عمَّن ظلمَنِي، وأنْ يكون صمتي فكرًا ونُطقِي ذكرًا، ونظري عبرة، وآمُر بالعُرف – وقيل: بالمعروف -...))؛ "مشكاة المصابيح".
ذكَر الله عِلاجًا لكلِّ مشاكلنا، وهو ما جاء في الحديث الشريف: فكر وذكر، سماء بلا عمد، وماء على أرض جمد، سماء ذات أبْراج، وأرض ذات فِجاج، وبحار ذات أمواج، مَن دبَّر هذا؟! سماء وأرض، شمس وقمر، ليل ونهار، بِحار وأنهار، بشر وأشجار، مَن خلق هذا؟! ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40]، مَن سيَّر هذا؟! إنَّه الله، لماذا؟ ليستَبِين الناسي من الذاكر، والجاحد من الشاكر، والمؤمن من الكافر، وصدَق الله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62]، والمؤمن في حاجةٍ ماسَّةٍ إلى ذكر الله في الحالات الآتية:
• المؤمن حين تُحِيط به النَّوازِل، وحين يشتدُّ عليه البَلاء، وحين تُصارِعه الشدائد، وحين تلفُّه المشاكل - يَأتِيه ذكرُ الله - عزَّ وجلَّ - فيُعلمه أنَّ الله على كل شيء قدير، وأنَّه بكلِّ شيء بصير، وأنَّه غالبٌ على أمره، وأنَّه لن يُفلِت أحدٌ من يده؛ لذلك يَرجِع إلى ربِّه ذاكِرًا فيَعلُو شأنه، ويطمئن قلبه، ويرتاح فؤاده، وهذا ما يُبيِّنه الله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
فقط بذكر الله، ليس بأيِّ شيء سواه، القلب المؤمن يطمئنُّ بربِّه أنَّه يأوي إلى ركنٍ شديدٍ؛ وهو الله - سبحانه وتعالى - إلى مَن هو على كلِّ شيء قدير، وبكلِّ شيء بصير، القلب لا يطمئنُّ إلاَّ بذِكرِ الله، لا أموال ولا أولاد، ولا جاه ولا سلطان، كيف؟ ﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ [سبأ: 37]، ليس بشيءٍ من عرض الدنيا يطمئنُّ القلب، إنما يطمئن بذكر الله، وبذكر الله فقط!
عندما ينطَلِق الناس صَوْبَ الدنيا يَعبُدون ترابها ويَشتَهُون مَلذَّاتها، يَتَفاخَرون بها، ويَتَقاتَلون من أجلها، يأتيهم ذكرُ الله - عزَّ وجلَّ - فيعلمهم أنَّ مع اليوم غدًا، وأنَّ مع الدنيا آخِرةً، وأنَّ الإنسان يجب أنْ يحسن وجهته، ويبرئ ذمَّته، وينظم شؤونه، فيَعمَل لمعاده كما يعمل لمعاشه، ويعمل لغده كما يعمل ليومه، وهذا ما عَناه القرآن؛ ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [النجم: 29].
بل يُوصِي الله أحبَّ الخلق إليه بالدُّعاة الذاكرين بألاّ يترُكهم، وأنْ يصبر نفسه معهم؛ ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها، إلاَّ ذكر الله وما والاه، وعالمًا أو متعلمًا))؛ (حسن) انظر: حديث رقم: 3414 في "صحيح الجامع"، ((وما والاه)) ماذا تعني؟
إذا قرأتَ القرآنَ فأنت ذاكرٌ لله، إذا قلتَ كلمة الحق فأنت ذاكرٌ لله، إذا أقمتَ الصلاة فأنت ذاكرٌ لله، إذا خُضتَ المعارك مع الباطل فأنت ذاكرٌ لله، إذا أحسَنتَ إلى جارك فأنت ذاكرٌ لله، إذا صالَحت بين المتخاصِمين فأنتَ ذاكرٌ لله، إذا أطَعتَ والدَيْك فأنتَ ذاكرٌ لله، إذا وصَلتَ رحمك فأنت ذاكرٌ لله، إذا ناجَيْتَ ربَّك فأنت ذاكرٌ لله، إذا أدَّيت الفرائض فأنت ذاكرٌ لله، إذا فعَلتَ النوافل فأنت كذلك ذاكرٌ لله.
كانت المرأة على عهْد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا خرج زوجُها للعمل أو للسفر تُمسِك بتلابيب ثوبه فتُذكِّره بالله قائلةً له: يا أبا فلان، اتَّق الله فينا ولا تُطعِمنا من حرام؛ فنحن إنْ نصبر على جوع الدنيا خيرٌ لنا من أنْ نصبر على نار جهنم!
هذه امرأة مسلمة مؤمنة، أليس لها مطالب؟! بلى، لها مطالب، أليس لها رغائب؟! بلى، لها رغائب، أليس لها شهوات؟! بلى، لها شهوات، لكنها ارتَقَتْ على كلِّ ذلك إلى نعيمٍ لا ينفد، وجِنان لا تنتَهِي، ونعمةٍ من الله لا تَحُول ولا تَزُول، أين؟ هناك ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54 - 55]!
عندما يأتي الشيطان إلى الإنسان فيشده إلى المعصية، يأخُذه إلى الذنب، يُوجِّهه نحو غضَب الله - والعياذ بالله من الملعون الرَّجِيم - يأتيه ذكرُ الله فيُعلمه أنَّ هناك ربًّا غافر الذنب وقابل التَّوب شديد العقاب؛ فيَنهَض من كبوته، ويُقال من عَثرَته، ويَعُود إلى ربِّه، ويَستَغفِر من ذنبه، ويَستَأنِف الطريقَ إليه، كيف؟ ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]، وفي آية أخرى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، وفرق بين مؤمن تائب، وفاسق تائب؛ الفاسق يَبقَى في وحله لا يعرف له ربًّا، فلا يُقِيم له حدًّا، ولا يُؤدِّي له فرضًا، ولا يحفظ له عهدًا، أمَّا المؤمن التقي فسرعان ما يتطهَّر من ذنبه ويعود إلى ربِّه؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]، يذكرون ربَّهم فيرَوْن بنوره!
لذلك؛ هذا شابٌّ اصطَحَب في الليل فتاةً يريد بها سوءًا، قال لها: الجو صافٍ، والكواكب ساهرة، ولا يَرانا أحدٌ، فقالت له تُذكِّره بالله: إذا كانت الكواكب ساهرةً فأين الذي هو مُكَوكِبها؟! أين الله؟! أين الخالق؟! فإذا بالشابِّ يقشعرُّ بدنه، وينتَفِض قلبه، فيَعُود إلى ربِّه مُستَغفِرًا من ذنبه، وما يفعل ذنبًا ولا يرتَكِب إثمًا بعد ذلك اليوم أبدًا!
عندما يريد الإنسان أنْ يُنفِق ويتصدَّق يَأتِيه الشيطان فيُقيِّد يدَيْه، يَدعُوه إلى الشُّحِّ والإمساك، يَدعُوه إلى البخل ونِسيان الإنفاق، هنا يَأتِيه ذكرُ الله فيُطلِق يدَيْه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 9 - 10].
عندما يتَّجِه الناس نحو الجهاد ليُعلوا راية الله، ويَنصُروا دين الله، يَأتِيهم ضِعاف القُلُوب يُحذِّرونهم كيف تقتُلُون أنفُسَكم؟ مَن للأولاد؟ من للضَّيْعات؟ لماذا تذهَبون للقِتال؟ هنا يأتيهم ذكرُ الله يُذكِّرهم بالثَّبات؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].
يقول لهم: إنَّ التعرُّض للجهاد لا ينقص عمرًا، وإنَّ القُعُود في البيوت لا يَدفَع موتًا؛ ﴿ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]، ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78].