مش معروف بالظبط امتى اتولدت اللغه القبطيه و المحتمل ان التحول ليها اخد وقت طويل و بطريقه متدرجه. لكن الأكيد ان اللغه القبطيه سبقت المسيحيه ، فأول نص قبطى معروف اتكتب قبل ميلاد المسيح بقرن و نص. اللغه القبطيه هى رابع و أخر صيغه للغه المصريه القديمه بعد الهيروغليفى ( صيغة الكتابات المقدسه على المعابد و ورق البردى ) ، و الديموطيقى ( صيغه ابسط و اقل رسميه من الهيروغليفى ) ، و الديموطيقى ( صيغه شعبيه تصاويرها ابسط من الهيروغليفى و الهيراطيقى ) [15].
التبشير بالمسيحيه بدأ فى المدن الكبيره و كان باللغه اليونانى. غالبية المصريين العايشين فى اقاليم مصر برا اسكندريه و المدن ما كانوش بيتكلموا باليونانى لغة الدوله الرسميه و إن كانوا بيضطروا يستخدموها فى معاملاتهم مع الدوله الرومانيه الحاكمه سواء فى دواوينها أو فى محاكمها عادة عن طريق كتبه عموميين لإن غالبيتهم كانوا اميين مابيعرفوش يقروا و يكتبوا لا بالديموطيقى و لا باليونانى ، فلما انتشرت المسيحيه بره المدن كان لازم مواعظها تكون بلغة عامة المصريين اللى بيتكلموها و بيفهموها من آلاف السنين ، و بعدين الانتشار حتم استخدام الحروف اليونانيه فى كتابة النصوص المسيحيه باللغه المصريه. كتابة اللغه المصريه بالحروف اليونانيه ماكانش حاجه جديده فى مصر و كان موجود قبل اعتناق المصريين للمسيحيه ، لكن اعتناقهم للمسيحيه كان سبب رئيسى لإنتشار كتابة اللغه المصريه بالحروف اليونانيه و ده لإن الخط الديموطيقى كان معقد و مافيهوش حروف الحركه اللازمه لقراية الاسامى و الصلاوات بطريقه صح ، فرجال الدين المسيحى الجديد اللى كانوا عايزين ينشروا الكتاب المقدس و التعاليم الكنسيه شافوا ان اسهل طريقه هو ترجمتها للمصرى مع استخدام الحروف اليونانيه و بكده يلقوا حد يقراها ، و دى كانت بداية اللغه القبطيه و هى لغة قدماء المصريين المخلطه بألفاظ و مصطلحات يونانيه و كنسيه ، و إكمن كان فيه مخارج حروف مصريه مالهاش مماثل فى اليونانى ضاف المصريين للألفباتيه اليونانيه سبع حروف ديموطيقيه. من المرجح ان مع نهاية القرن التانى و بدايات القرن التالت كل الاناجيل فى مصر بقت مكتوبه بالقبطى. دى كانت بداية اللغه القبطيه و فى نفس الوقت كانت بداية ضياع القدره على قراية اللغه المصريه القديمه و بالتالى ضاع تاريخ مصر الفرعونى من المصريين لغاية ما الفرنساوى شامبوليون قدر يفك شفرة الحروف المصريه القديمه. اللغه القبطيه بتعكس اللهجات القديمه فى مصر و بتتميز بتلت لهجات هى البحيريه فى الوجه البحرى ، و الصعيديه فى الصعيد ، و الفيوميه ، و الاخمينيه ، و البشموريه ، و يتضاف للهجات دى لهجات مختلطه و متفرعه. اللغه المستخدمه فى الطقوس الكنسيه المصريه هى اللهجه البحيريه اللى من المحتمل انها اقدم اللهجات القبطيه [16].
استخدام اللغه القبطيه كان سلاح له حدين من ناحيه عزلت اللغه القبطيه اللغه اليونانيه لصالح اللغه المصريه و القوميه المصريه لكن لإنها استخدمت الحروف اليونانيه خلت اللغه المصريه المكتوبه على المعابد و فى البرديات الفرعونيه ما تتقريش. فى الزمن ده المصريين كانوا منهمكين فى عصرهم و بيدافعوا عن القوميه المصريه فى ظل احتلال اجنبى مش عن تاريخ مصر القديم. بيحكى ابن تغرى ان احمد بن طولون اللى استقل بمصر جاب علما من الأقباط المعمرين و سألهم عن موضوع بنا الاهرامات و الكتابات اللى موجوده عليها و على المعابد و سألهم ليه ماحدش بيعرف يقراها ، فشرحوا له ان الحكما اللى كتبوا بحروف لغتهم ( الهيروغليفى ) انتهوا ، و بسبب الاحتلالات اختفت الكتابه بالحروف دى ( الهيروغليفى ) و حل محلها الكتابه بالحروف الرومى ( اليونانى ) فضاعت كتابة اجدادهم و بقوا ما بيعرفوش يقروها. مش بس القدره على قراية اللغه المصريه القديمه ضاعت لكن ضاعت كمان معانى كلمات مصريه قديمه ، فى الخصوص ده بيقول المسعودى انه سأل جماعه من أقباط مصر فى الصعيد عن معنى اسم " فرعون " فماعرفوش معناه لا هما و لا " أهل الخبره " و ماقدرش يلاقى معنى ليه فى لغتهم (القبطى) [17].
اللغه القبطى ما بتعتبرش دلوقت لغه حيه رغم انها بتستخدم فى طقوس الكنايس المصريه و رغم ان فيه اشارات بإنها بتستخدم فى قرى مصريه فى الصعيد كلغة حوار يومى بين الناس و رغم ان فيه محاولات لإحيائها فى مراكز ثقافيه و دينيه فى مصر. لكن اللغه القبطى موجوده فى اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) اللى بيتكلمها المصريين النهارده. اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) مليانه كلمات و تراكيب ما يقدرش يفهمها غير أهل مصر ( غير بالتعليم ) مع انها بتتكتب بالحروف العربى ، و من ناحيه تانيه اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) بتحكمها نفس الاجروميه اللى كانت بتحكم لغة قدماء المصريين [4]. اللغه المصريه الحديثه دى هى اللغه القوميه لأهل مصر فى العصر الحديث زى ما كان القبطى تعبير عن القوميه المصريه فى العصر القديم و بالرغم من محاولات تهميشها ثقافياً بيزيد استخدامها فى الكتابه مع مرور الوقت [18].