أمّا مصدر علوم التّصوّف فهو الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، وهو أفضل الخلق بالإجماع ، وقد جاءت هذه العلوم لتحقيق الكَمَالَاتِ علماً وعملاً وحالاً، ولتكميل العقائد وتطهير النّفوس وتحسين الأخلاق . أمّا ثبوت شرف التّصوّف فلا شكّ أنّه من الكتاب والسّنّة وإجماع الأئمّة ، فشرعنا الحنيف مليء بمدح جزئيات التّصوّف ودعائمه ، مثالها : التّوبة ، التّقوى، الإحسان، الاستقامة، الصّدق، الإخلاص، الطّمأنينة، الزّهد، الورع، التّوكّل، الرّضا ، التّسليم، المحبّة، المراقبة، الصّبر، والشّكر وغير ذلك من المسائل (الدّلالة النّورانيّة (ص25)، وهي ليست بجديدة ولا مُبْتَدَعَةٌ، وإنّما هي مما حث عليه سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
وهنا نودّ أنْ نؤكّد على ما أكّده ( أشياخ طريقتنا الْخَلْوَتِيَّةِ الجامعة الرَّحمانيّة نفعنا الله بهم ) من ضرورة العمل بمقتضى التّقوى لأنّها السّبب الأقوى للوصول إلى الله حيث أكّد سيّدنا عبد الرّحمن الشّريف رحمه الله على التّخلّق بأخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحِلْمِ والكرم والورع والزّهد ومخاطبة النّاس على قدر عقولهم جاعلين رأس مالنا مسامحة الإخوان ، معاونين إيّاهم على ملتمسهم ومرامهم سائلين عنهم إذا غابوا باشّين لهم إذا حضروا باطنهم وظاهرهم سواء في الطُّهر والصّفاء ، الذّكر جليسهم والفكر أنيسهم والزّهد شعارهم والورع وقارهم .