النوبة المصرية قبائل عربية تصاهرت مع السكان النوبيين الأصليين فالنوبيون المصريون ذو أصول عربية عريقة باستثناء عدد من النجوع القليلة الموجودة ببعض القرى والتي تنتمي إلى أصول نوبية كبعض بقايا قبائل السلو و ابوسكونى والجريساب والسقوراب لا يتجاوز عددهم العشرة آلاف ومنهم بقري شمال أسوان من يتحدث العربية الآن ونسوا تماما أصولهم النوبية .
لذا فقد احتفظ أبناء النوبة المصرية بالطباع العربية الأصيلة كالشهامة والشجاعة والكرم ومع مصاهرتهم ملوك النوبة القديمة اكتسبوا الصفات النوبية كالصدق والأمانة والطيبة و دماثة الخلق
ومن العادات العربية أن قبائل النوبة المصرية لا يزوجون بناتهم لقبائل أخرى وهذا تقليد عربي وليس نوبي إذ أن القبائل النوبية الأصلية عبر التاريخ رضيت بالمصاهرة مع العرب الوافدين طواعية بل وأورثتهم الملك نظرا لنظام الوراثة عند النوبيين قديما بان الذي يرث هو ابن البنت .
وهذا طبقا لما ورد تاريخيا .
والنوبيين متدينين بطبعهم وقد اعتنقوا الإسلام بتداخل العرب المسلمين بينهم بدون قتال أو إكراه ، بل أنهم كانوا من أهم قبائل أنصار المهدي السوداني والذين بهم حقق نصرا كبيرا على الإنجليز وانه قبل ظهور المهدي السوداني بسنوات سارت إشاعة عن قرب ظهور المهدي فهاجرت أعداد كبيرة من القبائل النوبية الدارفورية والكردفانية صوب الشرق السوداني والى الجزيرة العربية انتظارا لظهور المهدي ونصرته والتي اتحدت مع المهدي السودان وكانت لهم بسالة وعزيمة في الجهاد هزمت الجيش الإنجليزي بالسيوف والرماح والعصي وكانت المدافع والبنادق الآلية تحصد الآلاف منهم ولا يبالون بها .
وتبدو شجاعة النوبيين في اواخر الثامن عشر عندما قاوموا الحملة الفرنسية التي ارادت الدخول الي بلاد النوبة ولم تستطع حيث وقف الرجال وايضا النساء ضد وصد أي تقدم للفرنسيين علي الرغم من تفوقهم في العدد والعدة (الفرنسيين ) وقد ذكر الجنرال الفرنسي بليار تلك البسالة والمقاومة المستميتة خصوصا من جانب جزيرتي فيله وهيسا في مذكراته وأرسل ايضا بذلك الي نابليون.
*مقاومة القبائل الكنزية للحملة الفرنسية على أسوان بقيادة الجنرال بليار حينما أرادت العبور إلى بلاد النوبة فتجمع لهم أهالي الشلال وجزر فيلة وقرى دهميت والقرى المجاورة بأسلحتهم البسيطة للتصدى لهم وأصابوا عدد من الفرنسيين فتوقف الفرنسيين عن الزحف ونصبوا مدافعهم تجاه الجزر النوبية ودمروا واحرقوا المنازل فسقطت جزر الشلال فصادر الفرنسيين أربعة آلاف قطعة سلاح ناري(2000بتدقية و2000غدارة ) ونهب الفرنسيين الأغنام ومخازن البلح والمؤن وانتقموا من الأهالي واستشهد عدد كبير من الأهالي في 20 و21 فبرااير سنة 1799م واكتفوا بذلك ولم يتقدموا جنوبا .
*مقاومة المهدية للانجليز (محمد المهدي من أحفاد حسين بن عون الله بن نجم الدين ) وهم قبائل عربية وكنزية ونوبية ( دارفورية وكردفانية) و قد الحقوا هزيمة نكراء بالجيش الإنجليزي بقيادة غوردون باشا العميل لانجلترا من قبل الخديوي توفيق أذهلت انجلترا حتى الآن وحزنوا عليه
كانت الحياة في النوبة في القرن التاسع عشر الميلادي حيث تمضي الحياة رتيبة لا يقطعها سوي أنين السواقي العالية ليلا ونهارا وقد كانت الأداة الرئيسية المستخدمة في رفع المياه من النيل إلي الأراضي العالية حيث تدير الساقية بقرة أو بقرتان ويجلس صبي أو فتاة ليقود البقرة بعصا رفيعة يستحثها علي رفع القواديس التي تمتلئ بمياه النيل من خلال قناة صغيرة وتفرغها في الحوض الكبير الذي يدير الأحواض الأخرى بالمياه لم نشاهد فلاحا بالنوبة يغطي عيون البقرة التي تدير الساقية بغطاء فوق عينيها لتظل في دورانها خشية ضربها بالعصي كما في بلاد أخري مما يعتبر نوعا من التمويه يأباه الفلاح النوبي والبقرة رأس ماله يحنو ويحافظ عليها دون أن يظلمها .