قصه مع الشاعرمالك بن الريب
ومما ورد في كتب التاريخ والتراجم أن سعيد بن عثمان بن عفان لما استعمله معاوية رضي الله عنه على خراسان فمضى سعيد بجنده في طريق فارس فلقيه بها مالك بن الريب - وكان شاعرا فاتكا لصا و هو من شعراء الإسـلام في أول أيام بني أمية - و كان من أجمل الناس وجها و أحسنهم ثيابا ، فلما رآه سعيد أعجبه ، و قال له :مالك و يحك ! تفسد نفسك بقطع الطريق ، وما يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العبث و الفساد ، وفيك هذا الفضل ؟ قال : يدعوني إليه العجـز عن المعالي ومساواة ذوي المروءات ، و مكافأة الإخوان . قال سعيد : فإن أنا أغنيتك واستصحبتك ، أتكف عما كنت تفعل ؟ قال : أي و الله أيها الأمير أكف كفّاً لم يكف أحد أحسن منه . قال : فاستصحبه وأجرى له خمسمائة درهم في كل شهر
وهو الذي يقول :
ألم تَرَني بِعتُ الضلالة بالهدى وأصبحتُ في جيش ابن عفّان غازيا