حفصه بنت عمر بن الخطاب:
ولدت السيده "حفظه "سنه( 18 ق.هـ / 602م) قبل بعثة النبي ( بخمس سنين)
أمها السيدة زينب بنت مظعون لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل" خنيس بن حذافة السهمي "الذي كان من أصحاب الهجرتين، وقد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها، وترك من ورائه زوجته (حفصة بنت عمر) شابة في ريعان العمر، فترملت وكان عمرهاعشرون سنة.
تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها .فأخذ يفكر بعد انقضاء عدتها في أمرها، من سيكون زوجا لابنته.فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. فلم يجبه بشيء، ثم عرضها على عثمان، فقال: بدا لي اليوم ألا أتزوج. وشكا حاله إلى النبي صلي الله عليه وسلم، فقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من حفصة. ثم خطبها النبي، فزوج عمر ابنته حفصة، ونال شرف مصاهرة النبي، ورأى نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة. وتدخل (حفصة) بيت النبي، رابعة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام. فقد جاءت بعد خديجه بنت خويلد وسودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر.
الصوامة القوامة شهادة صادقة من أمين الوحي جبريل وبشارة محققه: إنها زوجتك –يا رسول الله- في الجنة! وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي، وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب. وقد عكفت على المصحف تلاوة وتدبرا وتفهما وتأملا.
" أراد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ أن يُطلِّقَ حفصةَ فجاء جبريل فقال: لا تُطَلِّقْها فإنها صوَّامةٌ قوَّامةٌ وإنها زوجتُك في الجنة "
لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن، وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها.
ومن مناقبها أنه جُمع عندها الصحف المكتوب فيها القرآن بعد أن كانت عند الخليفة أبي بكر ثم عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكل أمانة ،ورعتها بكل صون فحفظ لها الصحابة والتابعون وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه، في عهد أبي بكر الصديق، وعهد ذي النورين عثمان بن عفان . روى لها البخاري ومسلم في الصحيحين ستين حديثًا.
وتوفيت حفصة سنة(41 هـ / 661م )بالمدينة المنورة عام الجماعة، ودفنت في البقيع.**