[تعريف علماء التصوف للتصوف]
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني -وهو من كبار أهل التصوف ومن أشهرهم على الإطلاق- يقول:
((التصوف ليس ما أخذ عن القيل والقال ولكن أخذ من الجوع وقطع المؤلوفات والمستحسنات))
ويقول الإمام الغزالي - الحجة التي سمي بـحجة الإسلام وهو الذي أحسن البيان في مجال التصوف وكتبه أجرى الله بها النفع في جميع بلاد المسلمين- يقول :
(( التصوف هو تجريد القلب لله تعالى واحتقار ما سواه )) أي تخليص القلب لله تعالى واعتقاد ما سواه اعتقادًا أنه لا يضر ولا ينفع فلا يؤول إلى على الله فالمراد باحتقار ما سواه اعتقاد أنه لا يضر ولا ينفع وليس المراد الازدراء والتنقيص
ويقول الشيخ ابن عطاء السكندري - صاحب الحكم - :
((التصوف هو الإسترسال مع الحق ))
ويقول الشيخ معروف الكرخي :
(( التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق ))
ويقول الإمام أبو الحسن الشاذلي -الذي يتبعه في ميدان التصوف الملايين اليوم من البشر-:
(( التصوف تدريب النفس على العبودية وردها إلى أحكام الربوبية ))
ويقول الإمام الجنيد -والإمام الجنيد يسمى سيد الطائفة الصوفية- يقول الإمام الجنيد:
((التصوف ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع)) يعني اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم
ويقول أيضًا :
(( علمنا هذا -أي التصوف- مقيد بالكتاب والسنة ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر والطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ))
ويقول :
(( علمنا هذا -يعني التصوف- مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يسمع الحديث ويجلس ويأخذ أدبه من المتأدبين أفسد من اتبعه ))
ويقول :
(( التصوف أن يختصك الله بالصفاء فمن صفا من كل ما سوى الله فهو الصوفي ))
إلى غير ذلك من التعريفات ويقول أيضًا :
(( التصوف تصفية القلب عن موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد الصفات البشرية ومجانبة الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقية واستعمال من هو أولى على الأبدية والنصح لجميع الأمة والوفاء الله على الحقيقة واتباع الرسول في الشريعة ))
هكذا يعرف هذا الإمام التصوف بأنه كله كتاب وسنة
ويقول الإمام السري -من تلامذة الإمام الجنيد- يقول :
((سمعت الجنيد يقول التصوف أن يميتك الحق عنك ويحييك به ))
ويقول السيد الشريف الجرجاني :
(( التصوف هو وقوف مع الآداب الشرعية ظاهرًا فيسري حكمها من الظاهر إلى الباطن وباطنًا فيسري حكمها من الباطن إلى الظاهر فيحصل للمتأدب بالحكمة كمال ))
ويقول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري -مجمع القراءات الإسلامية قراءات القرآن- يقول :
(( التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس وتصفية الأخلاق وتأمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية ))
ويقول مِن مَن عرف التصوف من المتأخرين شيخ محمد سعيد البوطي :
(( التصوف اسم حادث لمسمى قديم إذ إن مسماه لا يعدو كونه سعيًا إلى تزكية النفس مع الأغبار العالقة بها عادةً كالحسد والتكبر وحب الدنيا وحب الجاه وكذلك ابتغاءه توجيهها إلى حب الله عز وجل والرضا عنه والتوكل عليه والإخلاص له سبحانه وتعالى))
ويقول الإمام الحداد -من أكابر رجال التصوف باليمن- يقول :
(( طريقنا هو العلم والعمل به والإخلاص لله والورع والخوف من الله جل جلاله وتعالى في عظمته ))
-ويقول في بعض أبياتًا له:-
وإن الذي لا يتبع الشرع مطلقًا * على كل حال عبد نفس وشهوة
فبـيع هوى يبكـى علـيه لأنـه * هو الميت ليس الميت ميت الطبيعة
وما في طريق القوم -يعني الصوفية- بدأً ولا انتهاء * مخالفة للشرع فاسمع وانصت
وخل مقالات الذين تخبطوا * ولا تك إلا مع كتابٍ وسنة ))
ويقول بعضهم في وصف أهل التصوف:
(( قوم همومهم بالله قد علقت * فمالهم همم تسمو إلى أحد
فمطلب القوم مولاهم وسيدهم * يا حسن مطلبهم للواحد الصمد
ما إن تنازعهم دنيا ولا شرف * من المطاعم واللذات والولد
ولا للباس ثياب فائق أنق * ولا لروح سرور حل في بلدي ))
أحببت أن أنقل هذه التعريفات لأولئك الكرام السادات أوائل أهل التصوف وأكابرهم حتى يعلم السامع أن مراجع أهل التصوف يقولون أن التصوف أنه كله كتاب وسنة وكله تزكية للنفس وكله تربية للأخلاق للوصول إلى مرتبة الصديقية والقرب من الله والإحسان مع الل