أهمية علم التصوف
وهو جانب مهم في الإسلام، وركن أصيل في تمام الإيمان، ولو تأملنا مقتضيات أركان الإسلام الأساسية لوجدناها تدعو إليه، وتعين عليه، فمقتضى الصلاة هو النهي عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى:﴿إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر﴾[العنكبوت:45]، ومقتضى الصيام هو توليد التقوى، قال تعالى:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183] ومقتضى الزكاة هو طهارة النفس وتزكيتها قال تعالى:﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾[التوبة:103]، ومقتضى الحج هو صفاء القلب، ووحدة الصف، والابتعاد عن الفسوق، والالتزام بالمناسك، قال تعالى:﴿فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾[البقرة: 197] وكل هذه المقتضيات موضوعها الفقه النفسي والأخلاقي، إذ أنه يناقش أمراض القلب، كالحسد، والرياء، والعجب، والنفاق، والتكبر، والفخر، وغيرها، وأمراض اللسان كالكذب، والنميمة، والغيبة، وأمراض الفرج كالزنا ونحوه. ويدعو إلى مكارم الأخلاق كالصدق، والتواضع، والإخلاص، والتقوى، والزهد، والعبادة، وقيام الليل، وذكر الله تعالى، فإذا كنا نقرأ فقه المعاملات لمعرفة الحلال، والحرام، والمندوب، والمكروه، والسنة من البدعة، فلنقرأ الفقه النفسي والأخلاقي الذي يرتبط بهذه الأحكام ارتباطاً وثيقاً.