نهاية الاسرة العشرين -- أسباب انهيارها

جاء بعد الملك (رعمسيس الثالث) مجموعة من الملوك الضعفاء الذين وجدوا أنفسهم يواجهونبعض المشاكل الحادة , ومنها الأزمة الاقتصادية والانهيار الداخلى , وتغلغل نفوذ الاجانب , وازدادت سيطرة كهنة أمون على امور البلاد. وأيقن هؤلاء الملوك أنهم غير قادرين على الحفاظ على هيبة مصر فى الولايات التابعة لها , ولهذا لم يتمكنوا من إشعار هذة الولايات بأن مصر لاتزال ساهرة للحفاظ على ممتلكاتها فى الخارج.
يذكر د/ سيد توفيق " أتى بعد (رعمسيس الثالث) ثمانية ملوك اتخذوا جميعاً نفس الأسم واختلفوا فى فترات حكمهم وتشابهوا جميعاً فى ضعفهم وخضوعهم لكهنة أمون ولهذا فضلوا الاقامة فى الدلتا للبعد عن نفوذ الكهنة فى طيبة , وأستمر حكمهم جميعاً ثمانين عاماً. وقد لاحظنا أن مبادئ ضعف السلطة الملكية وانهيار الحالة الاقتصادية وزيادة نفوذ الكهنة كان واضحاً فى السنوات الاخيرة من حكم (رعمسيس الثالث) , وبدأت الامور تسير من سيئ الى اسوأ".**
ويضيف د/ عبد الحليم نور الدين " لقد أستشرى الفساد فى أرجاء البلاد , وصم الملوك أذانهم عما يجرى حولهم. وتسجل وثائق هذة الفترة أخبار السرقات والرشاوى والانهيار الاقتصادى , ومن عهد الملك (رعمسيس السابع) حتى (رعمسيس التاسع) فقد وصل الانهيار الى حد لم يصل له من قبل ولم يصل له من بعد. ويكفى أن نعلم أن أشهر سرقات التاريخ , وهى سرقة المقابر الملكية فى وادى الملوك , قد حدثت فى عهد الملك (رعمسيس التاسع)".***
وبذلك تكون البذرة الأولى للكهنة قد نبتت فى نهاية عهد (رعمسيس الثالث) وأصبحوا قوة يخشى بأسها فى البلاد. كما ان قوتهم سوف تصبح قوة مناهضة لأى فرعون ضعيف تماماً كما حدث مع خلفاؤه .
*عصر الرعامسة : "يضم عصر الرعامسة الأسرتين التاسعة عشر والعشرين , وذلك لإرتباط أغلب ملوكها بإسم (رعمسيس). إثنان منهم فى الأسرة التاسعة عشر وتسعة ملوك فى الأسرة العشرين".
ولقد جاء فى نهاية الاسرة العشرين لراء شتى وعلى رأسها قال العلامة سليم حسن فى كتاباته:
"ولقد حكم البلاد سلسلة من الفراعنة النكرات الذين لم تبرز من بينهم شخصية نابهة تسترعى الانظار بعمل من الأعمال الخالدة كالى قام بها فراعنة مصر العظام من قبل , ولا عجب فى ذلك فإن ملوك الرعامسة الذين خلفوا (رعمسيس الثالث) كانوا بطبيعتهم ضعفاء فى أخلاقهم , خاملين فى عزائمهم , وقد كانت أخر جذوة الحماس ومضاء العزيمة تتقد فى نفوسهم قد خبت وتلاشت واستحالت رماداً بموت (رعمسيس الثالث) الذى كان بحق اخر بطل فى أسرة الرعامسة التى أستوت على عرش الكنانة عدة قرون".*
وعن الفترة التى تلت سرقة المقابر وبعد إنقضاء أجل (رعمسيس التاسع) يتحدث الدكتور أحمد فخرى قائلاً:
"وخلف (رعمسيس التاسع) الملك (رعمسيس العاشر) ثم تلاه (رعمسيس الحادى عشر) الذى طالت مدة حكمه حتى وصلت الى الثلاثين عاماً . ووقعت فى تلك السنين بعض الأحداث الهامة , وظهرت فى البلاد فكرة تطهير الدولة من أدرانها وسميت هذة الفترة بعصر النهضة وحرفياً "تجديد الولادة ". فنرى أن العام التاسع عشر من حكم (رعمسيس الحادى عشر) يوافق العام الأول , وفى وثيقة أخرى موجودة بالكرنك أن السنة الخامسة والعشرين من حكم الملك نفسه توافق العام السابع من عصر النهضة , ولكن هذا العصر لم يدم أكثر من تسعة أعوام لأننا نرى فى ختام ذلك الوقت أن كبير الكهنة "حريحور" أصبح ملكاً على مصر."**
كانت هذة بعض الأسباب التى ادت الى نهاية الأسرة العشرين وبداية عصر إضمحلال جديد بعدما عاشت مصر فى رخاء بعد نكبة (إخناتون) منذ عهد الملك (حورمحب) أخر ملوك الأسرة الثامنة عشر وحتى نهاية حكم الملك (رعمسيس الثالث) أخر فراعنة مصر العظام. أما الفترة التى تلت حكم هذا الفرعون العظيم فقدت مصر ممتلكاتها فى آسيا عامة وكان أخرها فلسطين . ولم يظل لمصر من مُلكها العظيم إلا بلاد النوبة التى ظلت على ولائها لمصر ولفرعون مصر. ولم يكن هؤلاء الرعامسة من رجال الحرب أو الاصلاح وعجزوا عن التغلب عن الأزمة الاقتصادية التى تطحن البلاد , وأهتموا فقط بإعداد مقابرهم المزخرفة فى وادى الملوك . فعمت الفوضى والانحلال .
وأضطر الملك (رعمسيس الحادى عشر) أخر ملوك الأسرة العشرين الى الفرار الى طيبة لظهور أسرة قوية فى الدلتا تمكن أحد أفرادها من إغتصاب العرش, بينما رحب "حريحور" كبير كهنة أمون فى طيبة بالملك (رعمسيس الحادى عشر) وأبقاه الى جانبه . وبوفاة الملك (رعمسيس الحادى عشر ترك مصر تحت حكم ملكين أحدهما فى الشمال والأخر فى الجنوب. نهاية الاسرة العشرين -- أسباب انهيارها Thutmose_III_

نهاية الاسرة العشرين -- أسباب انهيارها Thutmose_III_

» ملوك الاسرة التاسعة عشر ..الملك مرنپتاح
» الاسرة السابعة عشرة .. الملك كامس
» ملوك الاسرة .. الثالثة عشر
» الاسرة السابعة عشر ..الملك رع حتب
» الاسرة الحادية والعشرون --حريحور